كيف تحصل على أفضل النتائج من الاستشاريين ؟

باعتباري مؤسساً لمجموعة مشورة المتحدون الإستشارية, فانني في هذا المقال قد أمثل مجتمع الاستشارات الذي يعتبره البعض عالم من الأسرار ولكن الحقيقه هي :

أغلب الشركات و المؤسسات لا تحقق الفائدة المرجوه من الاستشارات. في الحقيقه تدعي العديد من الشركات ان 30% الى 40% من فقط من العقود الاستشاريه نجحت واغلب الشركات تذكر في تقاريرها ان 80% من الجهود المبذوله للتغير تفشل في تحقيق التوقعات.

بالرغم من ذلك فقد رأيت شركات حققت 80% من النجاح في استفادتها من الاستشارات, هذه الشركات تمتاز بتبنيها لمنهج يضمن لها هذا النجاح.

عملت في السابق كقائد لفريق التخطيط الاستراتيجي لإحدى الشركات وكنت المسؤل عن إدارة وتنظيم العمل مع عمالقة عالم الاستشارات “big5”. وتمكنا من تحسين الخطط و تنفيذها ، تقليل النفقات و زيادة الفاعليه اكثر من اي اتفاقيه استشاريه اخرى كل هذا بسبب بعض التغيرات التي اجريناها في قواعد اللعبه وهي ال ٦ قواعد التاليه:

١- امسك زمام الامور

الاستشاره هي لعملك، مشروعك ، افكارك انت ! المستشارون موجودون لمساعدتك و توجيه تفكيرك وتخطيطك الاستراتيجي و جلب خبرات معينه تحتاجها. غالبا ما يكون الرئيس التنفيذي و فريق الاداره التنفيذية على معرفه بما تحتاجه الشركة و ما يحتاجونه فعليا هو لمن يساعدهم في الوصول الى الحقائق و التحقق من صحة االفرضيات و ابتكار الحلول. في الواقع لقد قابلت بعض الاشخاص الذين يريدون من المستشارين التفكير نيابة عنهم عوضا على ان يساعدوهم لتطوير تفكيرهم هذا النوع من الاتفاقيات محكوم عليه بالفشل مسبقا. لا تحاول استيراد افكارك امتلك مشروعك وتبنى الخطوات و النتائج !!!

٢- ضع موجز مفصل يحدد متطلباتك من الاستشاره

عادة ما يستعان بالمستشار لملئ الفجوات او التحقق من صحة الفرص (ادارة الاداء ،حلول جديده، الهيكلة، الخطط والاستراتيجيات ،المبيعات…..الخ). ركز على المشاكل و الفرص وليس الحلول حتى حتى لا تحصر خياراتك في مجال محدود منذ البدايه, على سبيل المثال اذا كنت تريد نظام جديد لادارة الاداء هذا يعتبر حل واحد لكن مشكلتك فعليا تدور حول زيادة الانتاجيه! عليك فهم ماهي الفجوات ؟ و لماذ تكونت ؟ كيف تأثر على عملك؟ هل توجد تحديات قد تواجهك لملئ هذه الفجوات او فرص ستحتاج الى السعي لها؟ وهكذا ..

تبادل الافكار مع فريقك و اجمع الافكار من موظفيك العاملين في الميدان ليكون موجز متطلباتك شامل بما فيه الكفايه ليمكنك من الحصول على اكبر قدر من الفائده من الشركه الاستشارية. ايضا استجيب لمطالب المستشارين عند طلبهم لاي معلومات اضافية و اعمل معهم منذ البدء جنبا لجنب لتحقيق اكبر فائده.

   ٣- قابل المستشارين الذين ستعمل معهم

للحصول علي افضل النتائج من الاتفاق الاستشاري احرص على ان تقابل المستشارين الذين ستعمل معهم لست اعني بذلك الشركه الاستشارية بصفه عامه بل المستشارين الذين سيعملون معك في الميدان. تأكد من أن يتم تزويدك بمعلومات كافيه ودقيقه عنهم وان تطلع على خبراتهم و مهاراتهم و القيمه التي سيضيفها كل عضو منهم لشركتك. قابل الاشخاص الرئيسين للتأكد من انهم سيكونوا أعضاء فعالين في فريق العمل. ستجد ان كثير من الشركات الاستشاريه تميل الى اشراك مستشارين صغار كجزء من تدريبهم وهذا مناسب لك فقط في حال انهم ليسوا اساس الفريق الاستشاري و ان يتم محاسبتك لهم كفريق استشاري مبتدئ.

٤- نظم الانجازات والمواعيد النهائيه

العديد من الشركات الكبرى لديها قسم لادارة المشاريع تتلخص مهامه غالبا بمراقبة المشاريع من خلال ادوات تكنولوجيا المعلومات و التي هي سلسله من جداول البيانات والرسوم البيانيه. من الضروري ان تتعدى مهام هذا القسم بالنسبه لراعي المشروع و ان يكون مصدر الاستراتيجيات في المشروع. يجب عليك ان تخصص جزء من فريق عملك لهذا المشروع مهمته الاتفاق على الانجازات وتحديد معاير القياس المطلوبه منذ البدايه ثم تقديم تقارير منتظمه والاشراف على سير العمل في الاستشاره. تذكر ان المشروع لك وليس للمستشارين وكلما اشركت عدد اكبر من موظفيك منذ البدايه كلما كانت الفائده اكبر لمشروعك ولك.

٥- قم ببناء فريق عمل واحد

المشاكل في المشاريع عادة ما تنتج بسبب اشخاص لا يتفقون في العمل بشكل جيد وفعال وليس بسبب خطط المشروع نفسه. لذلك من المهم ان تفهم اهمية بناء فريق عمل واحد منذ البدايه، ليس هناك نحن و هم !! تحتاج لتوحيد التفكير، الثقافه ،جو العمل ، العمليات و الاتصالات لتدعم نجاح المشروع. يمكنك الاعداد لذلك عند توقيع العقد الاستشاري عن طريق جمع الفريقين خارج اجواء العمل والحرص على ايجاد تواؤم ثقافي وعملي بينهم واتاحة الوقت للفريق لمناقشه الكيفيه التي سيعملوا بها سويا و تشجيع التعاون بينهم في جميع مراحل المشروع حيث سيلخص نجاحاتهم ويعرف بها. استثمارك في وقت العمل بهذه الطريقه سيعود عليك بعد ذلك بعوائد مضاعفه.

٦- قم بإتاحة المعرفه والخبرات وشجع على تبادلها

الاستثمار الصحيح في الاستشارات هو الذي يجلب معه معرفه وخبره كبيره لمنظمتك ومن المهم لك التقاط وتوزيع المعرفه.

قم بانشاء فريق عمل يمتاز اعضائه بالمواهب الواعدة والقدرات العالية واجعلهم جزء من هذه الاستشاره بشكل فعلي و اشركهم في اجتماعات المستشارين.

في مرحله من عملي سابقاً كنت أقضي ١٤ ساعة خلال ايام الاسبوع والاجازات الاسبوعيه في العمل مع كبار المستشارين, كنت جزء من الفريق حيث نجحت الشراكه لاننا صممناها للنجاح. وهذا العمل و الشراكه عاد على المؤسسة التي اعمل بها وعلي شخصيا بفوائد وخبرة كبيره.

تبادل المعرفه سيطور قدرات موظفيك الاستراتيجيه كما سيساعد في التطبيق الفعلي عندما تنهي الشركه الاستشاريه عملها. ويجدر بنا ان نبين هنا أن السبب في فشل الكثير من الاستشارات في أن تحقق انجازات فعليه هو انها غير مصممة للتطبيق الفعلي او النتائج المطلوب تحقيقها. لذلك لابد من ان تخطط للتطبيق منذ البدايه لتضمن اشراك جميع الأقسام المعنية منذ البداية.

في مشورة المتحدون نحن نؤمن بقيمة الاستشارات ولهذا اخترناها كمجال عمل و نؤمن ايضاً ببناء المشاريع بطريقه صحيحه لتحصل انت على اكبر فائده من الاستشارة. العمل الاستشاري هو جهد مشترك هدفه النهائي مكسب الجميع. فنحن لا ننفذ العمل لك او نقدمه جاهز لك بل نبنيه معك فهذه الشراكة هي التي تولد القيمه المضافة. هذا هو التفكير الذي نعتمده مع عملائنا في القطاع العام والخاص التي قدمنا لها الدعم والتي عملت مع العديد من المجموعات الاستشاريه لادارة مشاريعهم بشكل فعال.

طارق لنجاوي

شريك – مؤسس

مشورة المتحدون